الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

ناديته - آخر ندا

____________________





* لا لن أخبره

# اذاً لماذا هاتفتيه الآن !!!!

* لا أدري ربما أحتاج نسج أنفاسه مع أنفاسي الأخيره .

# أخبريه ليعلم - لن يعلم بعد ذلك كيف كانت نهايتك - سوف يجد هاتفك مغلق- وسيظل شهور معتقداً أنها نوبة غضب أخرى معتاده منك.

* كيف أخبره - سيغضب - سيشتاط غضباً -بأي حال عند موتي لن يعدم وسيله لمعرفة ماذا حدث.

# اذا سوف تموتين بصمت؟

*من قال أني سوف أموت ؟؟؟

# ............. ماذا عن كل تلك الحبوب التي أبتلعتها ؟؟

* أنا ... نعم .... لم أقصد ... كنت أحسب ... كنت أنتظر أحد يوقفني عن بلعها ... حقاً !!! أأبتلعتها حقاً!!! يا إلاهي لم أقصد أن آتي الأن لم أرد يوماً ان أمت هكذا - وحلمي - من سوف يرعاه - لااااااا لن أستطيع أن أموت الآن .

# أذا أغلقي هذا الهاتف اللعين - وأفتحي باب حجرتك - أتركي لهم فرصه لإنقاذك.


**************************************





- سوف أذهب الأن - هناك من يدعوني .

- هناك من يطرق حجرتك بعنف من فتره ماذا يحدث ؟

- لا شئ سأخبرك لاحقاً .. على الذهاب الآن .


****************************




أغلقت معه الهاتف .. وكل خليا جسدها تنتفض من الرعب

لا .. هي حقاً لا تريد أن تموت

سمعت صوت باب حجرتها وهو يتهشم

سمحت لأيديهم تحملها مسرعه الى الدرج

شعرت بهم وهم يحملونها لسيارة الأسعاف .. أجابة أسئلة الممرض بهدوء



عقلها في عالم مختلف تماماً.. كان كل تفكيرها .. أحقاً فعلت ذلك .. أنها لم تكن تريد أن تنتهي اليوم - لديها في هذا العالم إلتزامات أكبر بكثير من أن تتركها بهذه السهوله - لما فعلتها ؟؟لما فعلتها ؟ لما فعلتها !



كانت تجربة المشفى مهينه - كانت تشعر بالإهانه تحيط بها من حولها - لم تحاول أن تتحملها - فقد كانت تبتلعها كما أبتلعت تلك الحبوب - حلقها كان مزحوماً بأنبوب الطبيب - بعض الحبوب- طعم التراب من بقايا كبراء- كان أحساس الأختناق أكبر بكثير من أن يثير حنقها .



عادت إلى منزلها فجر اليوم التالي - آآآآآآآآآآآآه - من المفترض أن تكن الحياه كما هي - أن تعد كما كانت - وكان هذا هو عين المستحيل - لا شئ سوف يعد كسابق عهده



مساءاً هاتفته مرة أخرى .. تحدثوا - تحدث هو - هي لم تكن واعيه تماماٌ لما يقال .

رغبه ملحه جداً داخلها أن تخبره

ذلك الصوت ملأ كل رأسها - وقلبها - حتى روحها تحاول أن تخبره ... أنفاسها تتلاحق - تصرخ له - لقد كد أنهي حياتي أمس... حقاً تريد إخباره ..كان للجمله وقع على صوتها .



شعر هو بتلك القشعريرة - سألها - فأجابت .



عاتبها - لامها - وأكثر من ملامه - شد ... وشد .... وشد ...... وذهب صوته لبعييييييييييييييييييييييييييد

لم يبدي اي تعاطف - سأل عن أحداث المشفى بنوع من التقرير

بعد صوته أكثر .. وأكثر

شعرت برغبتها في أن تحادثه وهي تنتهي - أنهتها - وأن لم تنهها



لأسابيع حاولت أن تفسر لما فعلت بنفسها ذلك - لماذا لا تستطيع تقبل رد فعله على فعلتها .



كان الصوت يملئ رأسها الآن - بأن تنهي علاقتها به - لا تريد أن تحدثه مرة أخرى.



كعادتها أحتاجت الكثير من الوقت لكي تضح لها الصورة - بعد أسابيع من محاولتها الإنتحار بدأت تجد تفسير لذلك الأحساس الغريب الذي رافقها وقت ذاك, شعرت لأول مرة أنها تستمع إلى صوتها هي وليس صوت آخر في رأسها .



أبداً لم يكن أنتحار .. لم ترد أن تنهي حياتها ذلك اليوم .

لقد كان نداء أستغاثه .. أستغاثه عالية الصوت .. لقد كانت تثتغيث بأي شئ وكل شئ.

كان حديثها معه بعد أبتلاعها الأقراص - هو ضوضاء الموت .. صوت الأستغاثه - كانت تتمنى أن يشعر ويقلق ويسأل .

أما حديثها الأخير - فكان بمثابة صفارات الأنذار بمرور عربة الموت من جواره - وهالها رد فعله - فقد كانت في أشد اشد أشد الحاجه إلى التعاطف .



بعدما سمعت صوتها - وفهمته - لم تحاول أن تفهم صوته ... فلقد كان مزعج بما يكفي .



أغلقت الهاتف دون تبرير أو وعد برجوع قريب



ولم ترجع .