الخميس، مايو 14، 2009

رقم هاتفها



رقم هاتفها - قصه قصيرة


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







لم يكن لدها مثل ما تملكه نساء المنطقه اللتي وضعت فيها

لم تكن قاطنة لتلك البنايه الراقيه من زمن بعيد .. ولكنها قاعدة ( رب العباد إذا وهب).. كانت تعد نفسها دائماً من "محدثي النعمة "ولم تشعر في ذلك بإهانه قط .. فالنعمة المقصوده هنا هي فقط الماديات .. غير ذلك فإنها كانت على قناعه بأن ما لدها لم يكن لدى الكثيرين من قاطني الأحياء الراقية تلك .



عندما قالت لها طفلة أحدى الجارات :- أنت لا تملكين شيئاً ... لماذا ؟؟
أنزعجت للغاية .. الطفله كانت تقصد أوراق اللعب في أحدى جلسات المرح

لكنها شعرت بأن تلك الجمله هي حقيقة حياتها .



عندما سافرت خارج البلاد لفتره قصيرة .. فقدت خط هاتفها النقال.. إن عقود ملكية تلك الأختراعات الحديثه أكثر تعقيداً من الأختراع ذاته .

حاولت بإستماته اقناع الشركه بإعادة الرقم لها .. خاصه أنه لم يستخدم بعد ..لكنها فشلت



عندها فقط عرفت أنها لم تمتلك شيئاً البته طوال حياتها .



لقد كانت على إستعداد للقتال لإستعادة رقم هاتفها .. عرضت على الشركه أكثر من 10 أضعاف ثمت الخط العادي لكنهم أعتذروا بأدب حيث أن المشكله تقنيه .. ولم يعد في وسعها أستعادته .



أنفطر قلبها .



أصبحت تشعر أن كل ما حولها يستهزء بها .. يحتقرها .. أنها حقاً لا تملك شئ .. لقد زرعت هنا .. لم تكن تملك أن تختار مكان أخر .. لقد سويت صورتها وعدلت .. لم تملك خيار أخر .. لقد سايرت وتظاهرت .. لم تملك خيار آخر .. أكملت وأستسلمت لموجهها ..لم تملك يوماٌ خيار آخر .

ظلت في تلك البنايه لفترة بعد أن فقدت رقم هاتفها .....




غادرت البلاد مرة أخرى لمهمة قصيرة ...لكنها ..


لم تعد يوماً.....................................